“اختصرت خمس سنوات من عملنا”.. لمهندس عراقي

“اختصرت خمس سنوات من عملنا”.. لمهندس عراقي

مع نهاية عام 2021 والانحسار التدريجي لتداعيات فيروس كورونا، قرر المهندس العراقي الشاب، علي بشير صالح، البدء بإطلاق مشروعه الخاص من خلال إنشاء شركة تطوير برمجيات مقرها مدينة الموصل بشمالي العراق رفقة اثنين من أصدقائه.

وبالفعل، نجح صالح، البالغ من العمر 27 عاما، في تأسيس الشركة، لكن العمل فيها ظل بطيئا، حتى تغير كل شيء، في أكتوبر الماضي، بعد حصوله على منحة مقدمة من الوكالة الأميركية للتنمية “USAID” قدرها 25 ألف دولار تقريبا.

يقول صالح لموقع “الحرة” إن “التمويل الذي تلقته شركته من وكالة التنمية الأميركية نقلنا لبر الأمان”.

“كان مكتبنا صغيرا، وعندما يأتي الزبائن ويرونه لا يؤمنون كثيرا بإمكانياتنا، لكن بعد الدعم ارتفعت ثقتنا بأنفسنا وكذلك كنا نرى إحساس الزبائن بأنهم يدخلون لشركة مرموقة”، يضيف صالح.

نشر حساب وزارة الخارجية الأميركية باللغة العربية عبر تويتر، الخميس، تغريدة تحدث فيها عن نجاح شركة “العجلة الحمراء” (Red Wheel)، التي يديرها صالح مع رفاقه.

وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن الشركة الناشئة لتطوير البرمجيات “استطاعت، بدعمٍ من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، النجاح في توسيع أعمالها وزيادة أرباحها لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل”.

وأضافت أن المنحة “سمحت لها بتسويق خدماتها بشكل أفضل، وتوسيع وتأثيث مساحاتها المكتبية، وشراء المعدات بغية زيادة مبيعاتها في جميع أنحاء الموصل”.

وأكدت أن وكالة التنمية الأميركية “تفخر” بدعم الشركة في نجاحها المستمر، “وتتمنى لها دوام التوفيق في المستقبل”.

عندما أنشأ صالح شركته لم يكن هناك سواه وزميليه، واليوم ونتيجة لتلقيه الدعم، نجح في توظيف عدد أكبر من الأشخاص ساهموا في تحقيق نقلة نوعية لمشروعه الناشئ.

يقول صالح: “كنا ثلاثة خريجين في حينها ورأينا أن القطاع الخاص بالموصل ضعيف، لذلك فكرنا بتأسيس مشروعنا الشخصي”.

يؤكد صالح أن شركته تقدم خدماتها البرمجية لجميع الشركات العاملة في القطاع الخاص والحكومي أو أي مشروع ناشئ.

ويضيف “عملنا يتعلق بدعم الشركات، في حال كانت لديهم مشكلة معينة في إطلاق خدمة ما لكنها لا تعمل في السوق بطريقة صحيحة”.

منذ عام 2020، تلقى أكثر من 10 آلاف من رواد الأعمال العراقيين، نصفهم من النساء، خدمات دعم الأعمال من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، بما في ذلك المساعدة في إنشاء أعمالهم وإضفاء الطابع الرسمي عليها وتوسيع نطاقها بشكل مستدام.

وقدمت الوكالة نحو ثلاثة آلاف منحة وقرض للأعمال في العراق، وخلقت آلاف الوظائف وحققت زيادة بنسبة 65 في المئة في عائدات الأعمال، منذ عام 2019.

وتشير الوكالة على موقعها الرسمي إلى أن حوالي 7500 شاب تلقوا خدمات تطوير الأعمال.

كذلك عرضت الوكالة أكثر من 30 مليون دولار في شكل قروض ومنح مباشرة لتوسيع رأس مال الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما أدى إلى زيادة تقدر بـ 80 في المئة في إيرادات الأعمال. 

جذبت هذه التحركات التي قامت بها الوكالة أكثر من 41 مليون دولار من الاستثمارات الخاصة لتوسيع الأعمال المحلية في التكنولوجيا والتجارة والقطاع الصناعي.

لا يقتصر عمل الشركة التي أنشأها صالح على مدينته، الموصل، بل تمكن أيضا من إنجاز أعمال في العاصمة، بغداد، التي يخطط لفتح مكتب فيها مستقبلا.

من بين الأعمال التي نفذتها شركته برنامج أرشفة إلكترونية متكامل لمطار بغداد الدولي ولقسم المشاريع في بلدية الموصل.

ويؤكد صالح أنه “بعد الدعم الذي حصلت عليه شركته من وكالة التنمية الأميركية ازدهر العمل بنسب غير مسبوقة، بعد أن أنفقناه على حملات تسويقية كبيرة في الموصل ساهمت في التعريف بعملنا”.

ويختم بالقول: “كان من المفترض أن نصل لما نحن عليه الآن بعد نحو خمس سنوات، لكن المنحة عجّلت عملية نمو وازدهار أعمالنا”.

المزيد من ريادي

المزيد من الاخبار

اخبار الاقتصاد

تقرير اقتصادي